منتدى البلاغ التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل

قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم Empty قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم

مُساهمة  المدير العام السبت يناير 28, 2012 9:33 am

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أرسل نبيه محمدا إلى الناس هاديا ومبشرا ونذيرا، أحمده تعالى حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم فضله، وأشكره على مزيد نعمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بعثه ربه بالآيات البينات ، والمعجزات الباهرات ، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى، قال الله عز وجلSad يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).

أيها المؤمنون: إن السيرة النبوية مليئة بالدروس والعظات والعبر، التي تسترعي منا التدبر والتأمل والنظر، والتي نحتاج إليها في حياتنا، لتنير لنا دربنا، فقد نشأ صلى الله عليه وسلم يتيما، مات أبوه قبل أن يولد، وماتت أمه وهو طفل صغير في السادسة من عمره، وانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب بعد وفاة جده عبد المطلب، وتربي في كنفه، إلا أن اليتم لم يمنع أن ينشأ نشأة صالحة برعاية الله تعالى ثم بتكافل الأهل والعشيرة، فقد كان ذا مكانة في قومه، حتى لقبوه بالصادق الأمين، وكان شابا كادحا لم يأنف من العمل طالما كان الكسب مشروعا، وقد اشتغل برعي الغنم على قراريط لأهل مكة، وكان صلى الله عليه وسلم متعاونا في أسرته، فقد كان يساعد عمه على إعالة أولاده، وكان فاعلا في المجتمع، فقد اشترك صلى الله عليه وسلم في حلف الفضول، وهو حلف اتفقت فيه بعض بطون قريش على نصرة المظلوم وإحقاق الحق، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :« شهدت حلفا في الجاهلية في دار ابن جدعان لو دعيت إليه اليوم لأجبت» وفي ذلك إشارة للمسلم إلى أن يكون متفاعلا مع كل عمل يخدم وطنه ومجتمعه.

كما عمل صلى الله عليه وسلم بالتجارة، فقد تاجر في مال السيدة خديجة رضي الله عنها، وبذلك أعطى مثالا للإنسان الناجح المنتج في مجتمعه، ولأمانته وصدقه رغبت السيدة خديجة رضي الله عنها في الزواج منه، وآثرته على أشراف رجال قومها.

عباد الله: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأربعين من عمره، ولم تكن طريقه ممهدة، بل كانت مليئة بالعقبات، فقد دعا قومه إلى الله عز وجل، فما كان من قومه إلا أن كذبوه وآذوه، وخيروه بين المال والجاه وبين الرسالة التي بعث بها، فأبى إلا أن يكون مع الله تعالى، فحاصروه هو وأصحابه في شعب أبي طالب قرابة ثلاث سنوات، قاطعتهم قريش حتى أكل هو وأصحابه ورق الشجر، ووضع من شدة الجوع على بطنه الحجر، وأخرجوه من بلده بعدما حاولوا قتله، وترك أرضه وبلده مهاجرا إلى الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم :« لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت على ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شىء يواريه إبط بلال ».

أيها المسلمون: ومع ما لقيه صلى الله عليه وسلم من شدة العيش، وكثرة التكذيب والصد عنه لم يتسرب إلى نفسه اليأس، بل انطلق يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى دخل الناس في دين الله أفواجا. ولما مكنه الله من رقاب أعدائه وأظهره عليهم لم يفتك بهم، ولم ينتقم لنفسه بل عفا عنهم، وأخذ صلى الله عليه وسلم يقول لهم:« ما ترون أني صانع بكم ؟» قالوا: خيرا أخ كريم، وابن أخ كريم. قال:« اذهبوا فأنتم الطلقاء».

وفتح معهم صفحة جديدة يملؤها الأمل في التعاون على البر والتقوى، فلقد كانت بعثته صلى الله عليه وسلم نورا وهداية ورحمة للعالمين، قال الله تعالىSadوما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)

وكانت وصيته لأصحابه وهو يرسلهم إلى الآفاق قوله :« يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا » وكان صلى الله عليه وسلم يحرص على العلم ويهتم به، ويدعو أصحابه إليه ويحثهم عليه، فقد جاءه أحد أصحابه رضي الله عنهم وهو يخطب فقال له: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى، فأتى بكرسى فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلمه مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها.

أيها المؤمنون: لقد ظل قلبه صلى الله عليه وسلم يفيض بالحب والرحمة والإحسان والخير، فقد عاش معلما، ومات معلما، حتى كان من آخر ما نطق به وهو على فراش الموت:« الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم». وكان صلى الله عليه وسلم يقول :« استوصوا بالنساء خيرا».

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لاتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يوفقنا لطاعته وطاعة من أمرنا بطاعته، عملا بقولهSad يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.




الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها المؤمنون: لقد خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله، قالت عائشة أم المؤمنين: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما أسمعه يقول :« إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره ». فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر كلمة سمعتها منه وهو يقول :« بل الرفيق الأعلى من الجنة ». فمات صلى الله عليه وسلم ومضى إلى ربه تعالى، بعدما بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونحن على عهده صلى الله عليه وسلم تنبض قلوبنا بحبه، وتلهج ألسنتنا بذكره، وتسعد عقولنا بتعاليمه، فاللهم كما آمنا به صلى الله عليه وسلم ولم نره، فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله، اللهم أوردنا حوضه، واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا، اللهم احشرنا تحت لوائه، وارزقنا في الآخرة شفاعته، وفي الجنة صحبته، آمين.

عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالىSadإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا»

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم ارزقنا حسن اتباع نبيك في الدنيا ومرافقته في الجنة، اللهم ارزقنا الإنابة إليك والوجل منك، والرجاء لك، والثقة بك، والتوكل عليك، والعمل الصالح، والدعاء المستجاب، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، اللهم إنا نسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد ونائبه لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم اشمل بعفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن كان له فضل علينا.

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض.

اللهم أدم على دولة الإمارات الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين.

اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).


المدير العام
Admin

عدد المساهمات : 41
نقاط : 178
تاريخ التسجيل : 14/01/2012
العمر : 50
الموقع : https://elbalagh.rigala.net

https://elbalagh.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى